ما في المَقامِ لِذي عَقـلٍ وَذي أَدَبِ
مِن راحَةٍ فَدَعِ الأَوطـانَ وَاِغتَـرِبِ
سافِر تَجِد عِوَضـاً عَمَّـن تُفارِقُـهُ
وَاِنصَب فَإِنَّ لَذيذَ العَيشِ في النَصَبِ
إِنّي رَأَيتُ وُقـوفَ المـاءِ يُفسِـدُهُ
إِن ساحَ طابَ وَإِن لَم يَجرِ لَم يَطِـبِ
وَالأُسدُ لَولا فِراقُ الأَرضِ مااِفتَرَسَت
وَالسَهمُ لَولا فِراقُ القَوسِ لَم يُصِبِ
وَالشَمسُ لَو وَقَفَت في الفُلكِ دائِمَـةً
لَمَلَّها الناسُ مِن عُجمٍ وَمِن عَـرَبِ
وَالتِبرُ كَالتُربِ مُلقـىً فـي أَماكِنِـهِ
وَالعودُ في أَرضِهِ نَوعٌ مِنَ الحَطَـبِ
فَـإِن تَغَـرَّبَ هَـذا عَـزَّ مَطلَبُـهُ
وَإِن تَغَـرَّبَ ذاكَ عَـزَّ كَالـذَهَـبِ